زمن العجائب
أعجب لأصحاب العمائم والعباءات من محترفي تجارة رابحة تختص بترويض أفكار وعواطف الناس ، وهي الدعوة إلى الدين . والتي دخلت في قوائم المزايدات والانتماءات ، فغَدوا يجانبون الحق والصواب ، فيصمتون عند وجوب الكلام . أو يخيطون شفاههم خوفا" من تغريب ، او طمعا" بعطايا. حتى لايكون هناك سؤال ومسائلة ،عن مواضيع فاقت أهميتها الأحداث السياسية المتجهة إليها المنطقة العربية قاطبة ، ألا وهي عالم الإعلام . وهو ما يقدم لعوائلنا ولشبابنا ولبناتنا في عمر هو من أشد الفترات الحياتية التي يمر بها الإنسان . أو ما يقدم على شكل افلام تناسب أطفالنا والتي يكون فيها الموت الزؤام لشفافية العقيدة في هذه السن التي تحتاج إلى رعاية خاصة حدا لتكوين الشخصي و والفكر عند الإنسان . وقد نسوا أو تناسوا تقرير المولى عز وجل لحالة بعيدة عن الايمان والعمل حين قال مخاطبا ( ِلمَ
القناتين الفضائيتين الرابعة والثالثة من مجموعة قنوات تلفزيون الشرق الأوسط ( إم بي سي ) . أما الأولى منهما فهي نهج حقيقي للدعوة المباشرة للتخلي عن الشيم العربية الفاضلة واستبدالها بمفهوم وسلوك للحياة ، يُجانبان ما اعتدنا عليه في مجتمعاتنا ، وكأنها تقول إنسلخوا عما تعوّدتم عليه ، بما لم تتعوّدا عليه . فالحياة الحديثة تتطلب ذلك . أما القناة الأخرى فيكفيها صرخات بعض الغيورين من العلماء الأجلاّء والمربين الفاضلين، الذين لا زالوا يطالبون وينبهون بأن المواد المقدمة لأطفالنا فيها تمس أحيانا صلب العقيدة ، وخاصة عند الأطفال الذين لم تتضح الصورة الفكرية كما يجب أن تكون لديهم .
القنوات المذهبية الداعية لتأصيل فكر موغل في تقديس بعض الصحابة في أعمالهم وأقوالهم وسلوكهم ، وتكفير بعضهم الآخر وإظهارهم بصورة لا تليق بهم . في سبيل الوصول إلى حالة من الإقناع يكون فيها القبول بما يذهبون إليه ممكنا" ، عند العامة من الناس .
أما قنوات الترفيه والمنوعات فحدّث ولا حَرَج. ومالا يقال أفضل مما يقال .
أعود أخيرا للأفاضل السادة العملاء والوعّاظ لأقول لهم همسة صغيرة علّهم يستجيبوا لما أرمي إليه ، فأقول بأن الدين لم يكن ليقول بجانب التحليل والإباحة فقط . بل هناك جانب آخر هو عالم بيان التحريم وغير المسموح به ، من الأقوال والأعمال