إلى حدما صرت أعتقد أني أقل الناس عشقا لمصالحه الذاتية ، خصوصا فيما يتعلق بالكماليات ، وحين اطالب بحقوق أطالب بضروريات وأساسيات كحق معتبر لأي فرد لكني لست من النوع الذي يستخدم اساليب انتهازية للوصول الى ما يريد بقدر ما أنا واقعي في نظرتي الى الحياة انا مثالي في كيفية العيش فيها وتكوينها على النحو الذي تكون فيه القيم هي السائدة والمحددة لمسلكي وسلوكي..
القيمة المعتبرة في تفكيري وذاكرتي هي دائما ان الحياة بقدر ما هي زائلة يجب أن نستأصل حبها في اعماقنا بحيث لا تسيطر شهواتها ومتاعها الزائل علينا فنفقد الباقي التي هي الاخرة ، وما يترتب على ذلك من نعيم مقيم وكمال لا يشوبه النقص ولا الانحراف.!
ودائما ستجد أن مثاليتي مثلب بالنسبة للذين يرون في التمسك بالقيم والثوابت والنضال في اطارها في سبيل استعادة الحقوق وتسييد قيم الحق والخير والعدل المنبثقة من قيم الاسلام وأصوله ، لكن ذلك لم يلغي قدرتي على قراءة الكوامن واستنباط الدلائل الحقيقية لما يكنه البعض من انتهازية تحاول قدر الامكان ان تحصد قدرا كبيرا من المصالح تحت ثوب الصلاح ..
وأنا قنوع والحمدلله حين يتعلق الامر باكتمال الأساسيات والضروريات بالنسبة لي لأني ارى انه حين تتوافر الاسس التي تشبع الغرائز الذاتية النفسية في الانسان عبر مسلك الشرع السوي فإن هذا يجعلني اكثر توازنا في نظرتي الى الحياة ورؤيتي الى مسألة البقاء فيها قليلا حتى ننتقل الي حيث يكمن الوعد من الله بالنعيم والكمال لمن عمل صالحا وسعى لها سعيها.!
اما وأن ذلك مازال بالنسبة لي يشوبه النقص فإني أشعر غالبا بتعثر قدرتي على أن أكون متوازنا ، وأن ثمة عقبات توجد في طريق إرادتي في أن اكون تقيا على النحو الذي أراده الله لي كعبد آمن به ويريد حقا أن يكون عند مستوى إرادته وحيث يريد أن اكون.
وهذا يتطلب أن توجد لينا كإخوة مسلمون قيم التعاون في توفير الاساسيات والضروريات حتى لا يلحقنا الضرر افرادا ومجتمعات جراء ذلك الغياب الذي معه تتأسس حياتنا كمجتمع على النحو الذي رسمه لنا القرءان الكريم والسنة النبوية المطهرة.